Friday, December 25, 2015

الفصل الخامس: في وزارة الثقافة

 شاهد على إنجازاته
فقرات من رسالة الفنان ونقيب الفنون الجميلة الأسبق الأستاذ ممدوح قشلان

" البهنسي نقيباً للفنون الجميلة.    كيف تم تأسيس نقابة الفنون الجميلة؟ ومن هو وراء هذا الجهد الكبير؟.

في زياراتي لمديرية الفنون كان البهنسي يعد المرسوم الخاص بالنقابة ويجري الدراسات ويتابع المشروع في الدوائر الرسمية المختلفة إلى أن تم صدوره في عام 1969 ودعا إلى أول اجتماع تأسيسي في المركز الثقافي العربي، وتم انتخاب أول مجلس إدارة، وكان طبيعياً انتخاب الدكتورعفيف البهنسي أول نقيب لمنظمة شعبية خاصة بالتشكيليين وهو منهم .

في منتصف اتستراد المزة، يشمخ بناءان كبيران متجاوران يتفردان بمظهر معماري جميل ومميز، يحملان اسم الفنون الجميلة، ويعودان إلى الجمعية التعاونية السكنية الخاصة بالتشكيليين، قليل من يعرف تلك المبادرة العملية للدكتور عفيف بهنسي مدير الفنون الجميلة وجهده المتواصل لشهور عديدة. كنت أزور مديرية الفنون بين حين وآخر، واجد الدكتور البهنسي يخطط تصميمات معمارية متعددة، ويطلب من زواره الفنانيين إبداء الرأي بالبناء والمراسم... وقد تابع الموضوع إلى أن وصل به إلى الواقع الذي تنعم به اليوم أكثر من مئة شقة مع مجموعة من المراسم والمشاغل الملحقة بها في الطابق الأرضي سلمت إلى الفنانيين بأسعار رمزية زهيدة. وللتوفير أيضاً. استطاع الحصول على الأرض هبة مجانية من المحافظة، وأذكر أن حفر الأرض من أجل الأساس العميق، كان أيضاً مساهمة مجانية من مؤسسة أخرى (متاع).

وارتفع البناء وسكنه الفنانون واستخدمت المراسم.
والغريب بالأمر أنه حقق هذا المشروع الضخم ولم يتملك هو شخصياً أية شقة أو مرسم، وكان بإمكانه ذلك بمنتهى البساطة، ولكن آثر أن يفيد الآخرين الذين لا يملكون البيت."

المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية

 بشكل مواز لفعاليات مديرية الفنون الجميلة، كان المجلس الأعلى لرعاية الثقافة والآداب والفنون قد تشكل موازياً لنظيره في القاهرة .، وكان الرئيس الأعلى للمجلس الأديب الكبير يوسف السباعي. وعند مقابلته في القاهرة قرر تعييني مقرراً للجنة الفنون التشكيلية في المجلس لدعم النشاط الثقافي والحركة الفنية بجميع أشكالها  . ومن أعضاء اللجنة الفنان ممدوح قشلان وذكر في مداخلته :
"عرفت الدكتور البهنسي أيضاً مقرر لجنة الفنون الجميلة في المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية.كان المحرك الأساسي في عمل اللجنة وتفاعل جلساتها ببحوث ودراسات، كان يحضر دراسات ومشاريع الموضوعات، ويطرح الآمال التي كنا نرجو تحقيقها للنهوض بالحركة التشكيلية مثل: انشاء كلية الفنون الجميلة، إعداد صالات عرض الأعمال الفنية قريبة من الجماهير، توفير المواد الأولية والألوان، توفير الكتب الفنية والمجلات ونشر الثقافة الفنية. وتكليف أعضاء اللجنة بإعداد مؤلفات عن مشاهير الفن في العالم .
·        يتجلى إبداع البهنسي بالمشروع الكبير بتطوير متحف الفن الحديث الذي اقترحه ونفذه بعد استلامه مسؤولية المدير العام للآثار والمتاحف مباشرة.

فقد دعا مجموعة من كبار الفنانيين (محمود حماد- نصير شوري- ميلاد الشايب- فاتح المدرس- عبد المنان شما- نذير نبعة- نعيم اسماعيل- -  أسعد عرابي -ممدوح قشلان) وعرض مشروعه النهضوي قائلاً: إن المتاحف الكبرى، تفخر بما تضمه من أعمال فنية ضخمة لفنانيها في مختلف العصور حيث تمثل الوجه الحضاري للوطن وكي ندفع بالطاقات الابداعية للتفاعل، ونغني المتحف بالأعمال الكبيرة، ويستفيد الفنانون بالإنجاز والنفع المادي. 
أقدم هذا المشروع:
-       يقوم الفنان برسم لوحة كبيرة بالحجم الذي يريده.
-       يختار الموضوع الذي يرغب بالتعبير عنه على أن يقدم دراسة أولية قبل التنفيذ.
-       يأخذ الفنان المدة الزمنية التي يتطلبها العمل، وكذلك حرية استخدام مواد التلوين المختلفة.
-       ينفذ العمل بأسلوب الفنان الذي يتميز به.
-       يقتني العمل فور تسلمه بموجب عقد ضمن الأسس القانونية والإمكانات المادية المتوفرة
وتجاوب الفنانون بحماس للمشروع، وكان ثمرة ذلك ما يضمه المتحف الوطني اليوم من عشرات اللوحات الضخمة، تؤرخ للحركة الفنية بأعمال الفنانين خلال النصف الثاني من القرن العشرين , وأسجل للدكتور البهنسي مكرمته هذه، ودعمه للفنانين ،و لولا مشروع البهنسي هذا لكنا ما زلنا بتخبط في تذبذبات اللوحات الصغيرة والسعر التافه.
هذه الأريحية من الدكتور البهنسي والتعامل مع الفنان بما يتلاءم مع المصلحة العامة أولاً , و التفاعل مع الحركة الفنية بمبادرات مشاريع بناءة تثري الجهد الفني وتشجع الفنان على البحث والتطور. لم نجدها من مدير فنون لاحق إلا من قبل الدكتور عفيف البهنسي .


  بحكم مسؤولياته التي ذكرت بذل جهداً غير محدود لتحقيق هذه الجوانب... إنه ينتمي إلى جيل من الرجال الذين نذروا أنفسهم وما يملكون للعطاء ولبناء الوطن دون التماس المغانم والمكاسب... عملوا جاهدين على البناء في شتى المجالات حجراً فوق آخر حتى يرتفع بناء الوطن في عزة وشموخ وفي صورة حضارية نفخر بها وبهم. فهنيئاً للوطن بالدكتور عفيف البهنسي وأمثاله فهو عدة رجال في إنسان واحد ". 

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.