Tuesday, December 29, 2015

الفصل الثالث عشر: في عالم الآثار والمتاحف

ابتدأت الحركة التصحيحية 21/3/1971 ، و كانت بناء جديداً لقواعد السياسة والاقتصاد والأفكار أيضاً. وكان من الممكن تنفيذ الأهداف الجديدة بسرعة تلبية لإرادة واعية. وعندما استلمت مهام مدير الثقافة, سعيت لحماية الأطفال بإنشاء فرقة كشفية تضمهم ,وكان منهم ولدي إياد وفراس طلاس وأخوه مناف ووائل حداد وثائر لحام .. وسهلت عودة الشاعر نزار قباني ودعوته لإلقاء أمسية شعرية , كما دعوة الشاعر العراقي مهدي الجواهري لأمسية أخرى  . واستمر عملي عاماً واحداً .
لم يكن من همي استلام منصب ما ولم يكن الامرصعباً ,وفضلت ممارسة عمل ينسجم مع اختصاصي في تاريخ الفن والآثار , وهكذا استلمت مهام المديرية العامة للآثار والمتاحف.بقرار من رئيس الجمهورية حافظ الاسد بعد لقاء ودي طويل  .

تتوسع مهام المديرية لتشمل جميع المحافظات دون أن تخضع لنظام الإدارة المحلية . ذات استقلال إداري ومالي . وكان من المديرين المساعدين ,د. عدنان البني ونسيب صليبي للتنقيب وأحمد دهمان ويوسف زحيلي وفرج العش و عدنان قيسي  للترميم ود.عبد القادر ريحاوي للمباني وبشير زهدي للمتحف الوطني وشفيق الإمام لمتحف التقاليد الشعبية ودعد حكيم للوثائق التاريخية وعلي القيم لمتحف العلوم و شوقي شعث لمديرية حلب وخالد الأسعد لدائرة تدمر وسليمان مقداد لإدارة بصرى ومروان مسلماني للتصوير .. إضافة لعشرات الزملاء العاملين في المحافظات في إدارة المتاحف والآثار . وكانت مجلدات الحوليات الاثرية العشرين التي أقود تحريرها حافلة بالدراسات التنفيبية والتاريخية . ويساعد المديرية مجلس الإدارة ومن أعضائه عبد الرؤوف الكسم وشكري فيصل وزهير الكتبي و أبو الفرج العش

   عقدان من عمري قضيتهما في إدارة الآثار والمتاحف. وكان عليّ أن أدعم إلى أكبر حد  ممكن التعاون مع علماء الآثار في العالم لتوسيع نطاق التنقيب الأثري ، وازداد عدد هؤلاء العلماء حتى قارب الألف عدداً. ويجب الاعتراف بأن التعامل مع هؤلاء العلماء قام على أساس الرعاية والتشجيع والاحترام، ولقد حققنا جميعاً إنجازات هامة في مجال التعرف على التراث القديم وبالتالي على التاريخ الحضاري بجميع مراحله، كنا نجهله ويجهله العالم. كما نشر هؤلاء العلماء نتائج أبحاثهم وتنقيباتهم في دوريات عالمية أو في مجلة الحوليات الاثرية التي توليت رئاسة تحريرها  أو في كتب خاصة، وكان لهذا النشر العلمي أثره في تكوين مرجعيات علمية عن تاريخ الحضارة في هذه المنطقة، وعن الحقيقة التاريخية لما يسمى بالعهد القديم.

وبالتعاون مع زملائي تم إنشاء  عدد من المتاحف وتوسيع نطاق الحفر في التراث والتنقيب عن الآثار, ثم في إنجاز عمليات الترميم الصعبة التي انتقلت من ترميم مبنى إلى ترميم مدينة . ولقد توسع الزميل الاستاذ بشير زهدي بسرد أهم المنجزات .
لابدّ أن أشيد بالدراسات التي قدمها الزملاء والخبراء ,أذكر منهم , بشير زهدي عن دمشق الآرامية وعبد القادر ريحاوي عن قلعة دمشق القديمة وجبرائيل سعادة عن أوغاريت وخالد الاسعد عن تدمر وسليمان مقداد عن بصرى وكامل شحادة عن المعرة وغالب عامر عن السويداء وشهبا ونسيب صليبي عن عمريت...

كما أشيد بتنقيبات أندره بارو في ماري و كلود شيفر في أوغاريت وشالنكو في المدن المنسية و جان سوفاجيه في دمشق القديمة , وبوتشيللاتي في العشارة و جان بالتي في أفاميا وماتية في إيبلا , وأولغ غرابار في قصر الحير الشرقي, و اوالبرت في الرصافة وكوفان في العصر الحجري , وشترومنغر في حبوبة ولاغارس في رأس ابن هاني وإيغامي قرب تدمر...

وفي كتاب الآثار السورية عرض لنتائج التنقيب في عشرات المواقع الأثرية مع عرض لاهم النشاطات الترميمية و المكتشفات الاثرية,وكان السيد رئيس الجمهورية شديد الاهتمام بهذه الاخبار يتلقاها مني عبر مدير مكتبه  ., ويرويها لكبار زواره , وكان منهم الرئيس الامريكي جيمي كارتر وقد نصحه لزيارتي لاستكمال معلوماته عن مكتشفات ايبلا.وحمل كارتر مطبوعات وصوراً ليقدمها في محاضراته بوصفه أستاذاً لعلم الاديان .
ر

بمناسبة مشروع سد الفرات , كان لابدً من الاهتمام بمنطقة أثرية سوف تتعرض للغمر .كان علينا أن نوجه عن طريق اليونسكو دعوات لجامعات العالم للاشتراك في عمليات التنقيب قبل حدوث الغمر .من نتائج التنقيب التي قامت بها ما يقرب من عشرين بعثة ,أن أقمنا معرضاً لأهم المكتشفات , مع ندوة لآثار الرقة , وعرض لنتائج ترميم قلعة جعبر وحصن الرشيد وقصر البنات وجامع الرقة , وإعادة بناء أسوار الرقة .


إيبلا والثورة على التاريخ التوراتي
يقع تل مرديخ في محافظة إدلب على مسافة ثلاثين ميلاً جنوبي حلب هناك بدأ العالم الإيطالي ماتييه بشق هضبة عالية منتشرة على مسافة مئة وأربعين آرك، انتهت باكتشاف حاضرة ايبلا و القصر الملكي والمكتبة وتحوي خمسة عشر ألف (رقيم) لوحة مسمارية وتنبئ هذه اللوحات عن تاريخ نهضة وسقوط إيبلا، وعن المملكة القوية التي ازدهرت ما بين الفترتين (2400-2250) قبل الميلاد..
إن هذه اللوحات النادرة والفريدة قدمت لنا أقدم لغة عربية سامية في أول قائمة للمفردات والمرادفات عرضها الإنسان، وقد قام الكتاب والمؤلفون في إيبلا باستعارة الكتابة المسمارية لكي يدونوا لغتهم الأصلية.



 ولعل أهم ما شغلنا في مجال التنقيب عن الآثار هو التحقيق في مضمون الرقم المكتشفة في إيبلا والتي أثارت جدلاً عالمياً  كشفت عنها في محاضرتي 26-6-1978في جامعة روما بحضور سفيرنا الاستاذ موفق الشرع وعلماء الآثار الذين جاؤوا من جامعات إيطالية وفرنسية، وفيها عرض أهمية هذه الرقم وما تؤكده من وجود حضارة سورية موازية لحضارة الرافدين وحضارة الساحل السوري، ثم ما تمثله من لغة هي لهجة من أصول اللغة العربية .

 إن أهم ما أبرزته الرقم هو الملامح الواقعية والتاريخية الصحيحة للعهد القديم مما يخالف الروايات التوراتية الوهمية، ولقد تابعنا تشجيع البحث لإعادة كتابة التاريخ القديم على ضوء المكتشفات الأثرية التي قام بها علماء من جميع أنحاء العالم بما فيهم العلماء اليهود الذين أعلنوا عدم العثور على أي أثر لوجود دولة إسرائيل في تنقيبات واسعة أجروها في القدس وأريحا، وتابعنا نشر نتائج هذه الحقائق التي تكذب ادعاءات التوراة، في دوريات عربية مختلفة وفي كتاينا "تاريخ فلسطين القديم من خلال علم الآثار " .عرض لهذه الوقائع.
 كان لاكتشاف مملكة إيبلا في موقع تل مرديخ- إدلب دوره في إعادة النظر بموضوعية التاريخ التوراتي. ولقد قمنا بمحاربة التأويلات المغرضة  بإحداث لجنة عالمية من المختصين بقراءة هذه الألواح لتصحيح هذه التأويلات، وكان الانتصار باهراً على الفكر التوراتي وعلى الهجمة الصهيونية التي رافقت هذا الاكتشاف. وأستطيع القول أن تصحيح قراءة ألواح إيبلا أدى إلى الشك الكامل بالأحداث التوراتية، وبالتالي إلى عزوف علماء الآثار عن الاعتماد على التاريخ التوراتي، والاعتماد فقط على النقائش والمكتشفات الأثرية كسند وحيد لكتابة التاريخ القديم.
لقد قام الجدل مع المحرفين على اعتبار أخبار إيبلا تنسجم مع أخبار التوراة، ولكن الرد العلمي الذي قام به العلماء كان كافياً لإثبات العكس، وخلال عقد كامل كان السجال حاداً مع التوراتيين ولقد عرضنا في كتابنا "وثائق إيبلا " تفصيلاً لهذا السجال.
 كان همنا في المديرية العامة للآثار أن نجعل العمل الأثري طريقاً لتصحيح التاريخ القائم على الوهم، وجعل هذا العمل جهاداً لتحرير التاريخ من الأساطير والأوهام والمطامع المقدسة، وجعله علماً يقوم على المدونات والآثار والبحوث العلمية المحضة ولبحث وفق منهج دقيق ووثيق،أثرية إذ عندها فقط نستطيع أن نمسح  الخرافة والخيال التوراتي، وأن نستبدل بذلك الحقيقة التي هي موئل الفكر الأوربي العلماني الحديث.
   ولقد تحول علماء الآثار، العاملون في بلادنا على الأقل، إلى المنطق واليقين العلمي وكانوا قد ابتدأوا سدنة للمنطق التوراتي، وهو أخطر تحول حققته السلطة الأثرية عندما كانت تلتزم أهدافاً قومية صريحة، وتفرض هيبتها العلمية على عمليات الحفر الأثري. وفي كتابنا "التراث الاثري السوري " عرض لأهم إنجازات عمليات التنقيب والبحث عن الآثار السورية .
وسعياً لضمان دراسة الرقم الطينية شكلنا لجنة دولية من علماء اللغات القديمة لنشر ترجمات هذه الكتابات في حوليات مازالت صادرة , وتتألف اللجنة من العلماء بوتشيلاتي وآركي وفرانزارولي من ايطاليا وسولبرجر من بريطانيا وادزر وكلينغل من المانيا... كما أنشأنا متحفاً في مدينة إدلب لحفظ هذه الرقم وجميع المكتشفات الأثرية التي تمت في هذه المحافظة .

خلال هذه الفترة الحرجة من الجدل حول وثائق ايبلا , صدر في أوربا كتابان ضخمان , الأول تحت عنوان Revolution in arcaeology ذكرت مضمونه في كتاب وئائق ايبلا ,والثاني تحت عنوان Discovery ويتضمن هجوماً مغرضاً على سوريا واتهاماً غريباً على المديرالعام للآثار بإخفائه نصف الحجر التوراتي الذي اكتشف في ايبلا (كذا) , ومطاردته في البحر وغرقه فيه .
ورداً على هذا الكتاب قام علماء الآثار العاملين في سوريا بنقد محتوى الكتاب . وكان علينا أن نعمل على إقامة دعوى دولية على مؤلفي وناشري هذا الكتاب . وفي شهر تموز من عام 1988 قمنا بزيارة سفيرنا في واشنطن السيد موفق جويجاتي واستحضرنا محامياً أمريكياً والذي كشف لنا عدم الجدوى من الشكوى إذ ذكر الناشر على الغلاف الداخلي للكتاب كلمة fiction وتعني أن مضمون الكتاب روائياً مختلقاً.
وانحاز جميع العلماء الى موقفنا ، وتكونت صداقة مع أكثرهم وبخاصة العالم جيورجو بوتشيلاتي وزوجه مارلين، وقد تولت جامعته إصدار دورية خاصة بالآثار السورية في مدينة لوس أنجلوس. و قامت بتنظيم ندوة دولية عن الآثار السورية في مدينة شيكاغو حضرها مئات العلماء وقدمت كراع لهذه الندوة وألقيت كلمة الافتتاح.وفي الصحافة اليومية في شيكاغو نشرعرض موجز عن هذه الندوة مع الاشارة النقدية الساخرة  من رواية أن  المدير العام للآثار لم يغرق في البحر المتوسط.

الدكتور عفيف البهنسي وعلم الآثار

د. محمد بهجت قبيسي

" ذكرى وذكريات... كان أستاذي في مدرسة هنانو الابتدائية عام 1949، وكان أستاذي بالرسم الانطباعي الواقعي آنذاك.
في ذكريات عفيف البهنسي الكثير... منها العلمي، ومنها الأخلاقي، والإداري، والسياسي، والفنّي... كل ذلك من خلال مسيرته الحياتية من حي الشهداء بدمشق (الصالحية) مسقط رأسه ، ودار المعلمين ومدراس دمشق وجامعتها (الجامعة السورية آنذاك)، ثم باريز وسوربونها، فوزارة الثقافة، فالمديرية العامة للآثار (وهي بمسؤولياتها العلمية والإدارية والسياسية أكبر من الكثير من الوزارات)، إلى مكتبة الأسد مكان التكريم اليوم.
قد يتساءل سائل: ما دخل السياسة في التاريخ والآثار وعفيف البهنسي؟. نقول:
لقد كُتب التاريخ  القديم حسب الفكر التوراتي والفكر الإغريقي، وأحياناً نجد تناغماً بينهما. ولا يزال استغلال التاريخ والآثار همّ الصهيونية العالمية.
تحدّى عفيف البهنسي الفكر الغربي (المتغرّب) حيث دعى البعض لاستغلال التاريخ التوراتي غي السياسة. نعم هناك كُثُر أرادوا أن يقتاتوا من الأساطير، لكن عفيف البهنسي ناهض الصهيونية غير اليهودية التي رفضت العلم، وأثارت موضوع نقوش إبلا بأن هناك علاقة كبيرة بين وثائق إبلا المسمارية والتوراة والتي تزعّمها كلاًّ من الصحفي «روزن برغر» والأثري «جيوفاني بيتناتو» عام 1979.
نعم، في هذا النفق المظلم كان هناك قبسٌ وحيدٌ فريدٌ في الوطن العربي قام للدفاع والتصدي، قي هذا القبس الفريد كان عفيف البهنسي،قد  قام حين كنا نيام، وتصدّى حين كان الخنوع للمستشرقين أمر سار. تبنى مدرسة المحاكمة العلمية وتصدى للمسألة  بكل موضوعية وعلمية، ويكفيك من مؤلفاتك يا دكتور عفيف فخراً هذا السِّفر العلمي المسمى (وثائق إبلا) الذي حمل عناوين كثيرة منها:
- الصهيونية العالمية ووثائق إبلا.
- استنتاجات صهيونية غريبة واتهامات.
- محاولات التأكيد على علاقة إبلا بالتوراة وبحضارة العهد القديم.
- ردود على التحريضات والاتهامات.
وقد عمل الدكتور عفيف البهنسي على إنشاء الهيئة الدولية لوثائق إبلا لإسكات الفكر الصهيوني حول إبلا وإلى الأبد.
نعم هذا حال التصدّي للفكر الصهيوني التوراتي الذي كُتِبَ فيه التاريخ القديم والذي كان له تأثير كبير على المسار السياسي والدولي.
أما حول التصدي للفكر الإغريقي، فيكفيه نقد المقولة الإغريقية أن النظام الشطرنجي (هيبودرامي) في بناء المدن هو نظام إغريقي، فحقق أن دمشق وهي أقدم من الحضارة الإغريقية بآلاف السنين بُنيت على النظام الشطرنجي، كما أن مدينة بابل في بدايات الألف الثانية قبل الميلاد بُنيت على النظام الشطرنجي، بينما الحضارة الإغريقية الفعلية لا ترقى إلى القرن السابع قبل الميلاد، وإذا بالغوا في وجودها البدائي فلا تتعدى القرن الثاني عشر قبل الميلاد.
نعم إن التصدي للفكر التوراتي والفكر الإغريقي المجموع في مقولة:
أن التاريخ كُتب حسب الفكر التوراتي والفكر الإغريقي
كان عفيف البهنسي من الأوائل المبكرين الذين تصدوا لهذا الفكر بأسلوب علمي سليم.
وأخيراً، أشكرك أيها المبدع المكرم باللهجة العربية الأكادية (بفرعيها البابلي والآشوري) وأقول  أخي أتَ جُملانك ملك علي . أي :    أخي أنت جميلك ملك علي حياتي
وأحييك بلهجة السيد المسيح العربية الآرامية وأقول: بطوبا وسلام أي:    بطيبِ وسلام ."

توطدت علاقتي مع علماء الآثار ومنهم العالم الايطالي بوتشيللاتي وزوجته وقد أنجزا تنقيبات ناجحة في العشارة – ترقا . وتعرفت على العالم الامريكي كافن مدير المتحف السامي التابع لجامعة هارفرد في بوسطن بمناسبة اكتشافه لمجموعات هامة من الصور الفوتوغرافية للمصور بونفيس الفرنسي وتعود الى نهاية القرن التاسع عشر , وموضوعها الحياة الاجتماعية والشخصيات والبيوت في البلاد العربية .وقد ساعد الصديق السفير صباح قباني بإخراج أهم الصور .

لا بد أن أشيد بدور العلماء اليابانيين وعلى رأسهم البروفسور إيغامي ¸الذين أسهموا في عمليات التنقيب في موقعين ، كما بالغوا بالحماسة لإنقاذ الجرار( أمفورا) القديمة الغارقة قرب سواحل طرطوس، وكانت هذه العملية الناجحة موضوعاً لفيلم وثائقي أذيع في فضائيات العالم، بل كانت موضوع معرض ضخم أقيم في ناغويا عام 1988 تحت عنوان "سورية وطريق الحرير" شاركنا بإعداده وافتتاحه.


معرض" الفن في سورية منذ عشرة آلاف عام"
كانت صعوبة الظروف السياسية العالمية في العقد السابع والثامن من القرن الماضي، سبباً في عزلة سورية و في ضعف النشاط السياحي، وكان لا بد أن نبادر في تقديم تراثنا المتحفي إلى العالم، للتعريف به ولتقوية العلاقات الثقافية مع العالم.وبعد موافقة مجلس الوزراء في جلسة خاصة على مشروع إرسال  ألف تحفة من الآثار السورية في معرض جوال عبر العالم، وضعنا برنامجاً وشروطاً تتضمن انتقال المعرض وذلك بموجب اتفاقية رسمية تتضمن ضمان عودة الآثار إلى بلادنا سالمة.وتحمل تكاليفها وضمانها .


وأدى النجاح الكبير الذي لقيه معرض الآثار السورية الذي أقيم في  سبع مدن كبرى في اليابان عام 1976 وما لاقاه من صدى إلى  إقامة معرض مماثل للآثار السورية في مدن ألمانية بتاريخ 3/3/1982و افتتح المعرض في قاعة قصر (شارلوتنبورغ) في برلين ثم انتقل المعرض بين مدن ألمانية هي برلين- وآخن- وفرانكفورت- وميونيخ- وانتهى عرضه في في 24/7/1983، تحت عنوان (عشرة آلاف من الفن السوري) , لينتقل إلى فيينا عاصمة النمسا حيث افتتح في 13/2/1984 في مقر الكونسرت هاوس باسم (أرض بعل .)  وحضر المعرض مستشار الدولة, ثم انتقل إلى مدينة لينز وانتهى في 15/7/1984، لينتقل إلى باريس في القصر الصغيروحضره شيراك بوصفه رئيس بلدية باريس  وانتشرت اللافتات عن المعرض في أنحاء باريس  تحت عنوان " عشرة آلاف عام من الفن والآثار في سورية. ثم الى إيطاليا حيث افتتح في روما في 15/2/1985 في متحف الكابيتول تحت عنوان (من إيبلا إلى دمشق) وانتهى في 15/5/1985 حضره رئيس الوزراء  ووير الثقافة. ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية بمساعدة معهد سميثونيان , وافتتح في 16/ أيلول 1985 في كينكيناتي وبالتيمور وريشموند و دترويت . ثم عرض في متحف التاريخ الطبيعي بواشنطن، وحضر المعرض وزير الخارجية الامريكي سايروس فانس يرافقه السفير الامريكي في دمشق وكتب في صفحة الزوار "شديد الاعجاب والدهشة بعراقة الحضارة السورية , وأعد نفسي بزيارة المتحف السوري ".
 ومن واشنطن  انتقل إلى ولاية كاليفورنيا في مدينة لوس أنجلس في 13/3/1986 وعرض بمتحف التاريخ الطبيعي واستمر عرضه حتى أوائل حزيران، و استمر هذا المعرض متنقلاً في الولايات المتحدة الأميركية طيلة عام 1986 وعام 1987. و  يعد أكبر تظاهرة ثقافية .أشبعت رغبة ملايين الأمريكيين . "
وقد تم طبع مجموعة من الكتب  في500 صفحة ملونة بلغات مختلفة , اليابانية و الألمانية والإيطالية والإنكليزية والعربية والفرنسية تتصمن دراسات معمقة مختلفة عن المكتشفات التي حققها علماء من أنحاء العالم من قبل هذه الدول , تعريفاً بتاريخ سورية الحضاري من خلال الآثار المعروضة .
وتحملت الجهات المضيفة جميع نفقات المعرض، كما تحملت مسؤوليته، وقدر مبلغ الضمان بمئة مليون دولار,و كانت عائدات المعرض لصالح سورية.
. وفي كتابنا «علم المتاحف والمعارض» تحدثنا بتفصيل عن هذا المعرض الذي حمل شعار «عشرة آلاف عام من الفن  والآثار في سورية» .


معرض روائع الحضارة التدمرية في سورية:
تم افتتاحه في 1\9 \1986 في وارسو (بولونيا)، ثم انتقل بعدها إلى الاتحاد السوفييتي ليعرض في لينينغراد ثم في موسكو ونقل بعدها إلى ألمانيا الديمقراطية وعرض في برلين واستمر حتى نهاية  العام، ليتابع بعد ذلك مسيرته مع بداية العام  1987 في بودابست (هنغاريا) ثم لينز (النمسا) ثم عرض في ميونخ وفرانكفورت في ألمانيا الاتحادية ثم استوكهولم (بالسويد).
وتم طبع دليل عن هذا المعرض من قبل كل دولة مضيفة.

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.